الفصل الثاني
مخلص عن معرفة العقل
تطور المخ، وتطور المعرفة:
على الرغم من أن تاريخ تطور المخ، على حد علمنا بدأ منذ ما يقارب من 500 مليون عام، إلا أن تاريخ معرفتنا بالمخ أقصر بكثير فمنذ 2500 عام لم يكن البشر يعرفون شيئاً عن المخ وعلمياته الداخلية وقبل العصر الإغريقي القديم لم يكن المخ يعد جزءاً من الجسم البشري، بل كان يتعقد أنه بخار، أو غاز أثيري، أو روح منفصلة عن الجسد.
الخلية المخية تاريخ من المعرفة:
لقد ظل الإنسان يعتقد لقرون عدة أن المخ البشري ما هو إلا جسم رخوي غير واضح المعالم يزن ثلاثة أرطال ونصفاً، ثم بدأت الإثارة فمع تطور الميكروسكوب اكتشف العلماء أن الغشاء الخارجي المتغضن بالمخ أعقد مما كان يعتقد في السابق فقد وجدواً أن المخ يتكون من الآلاف الأنهار الدموية المعقدة ، والمتناهية الصغر التي تجرى عبر هذا الغشاء لكي تغذي المخ.
ثم جاء الاكتشاف المدهش الذي أثبت أن المخ يبدو وكأنه يتألف من مئات الآلاف من النقاط المتناهية الصغر، والتي ظلت طبيعتها ووظيفتها لغزاَ مجهولاَ حتى الآن وبفضل زيادة قوة الميكروسكوب اكتشفنا أن عدد هذه النقاط أكبر مما كان يعتقد في السابق، وأن كل نقطة منها لها امتدادات دقيقة منبثقة منها.
عدد الخلايا المخية:
قد كانت المرحلة التالية من رحلة الإنسان عبر هذا العالم المجهري مدهشة حقاً ففي أواخر النصف الثاني من القرن العشرين اكتشف العلماء أن عدد خلايا المخ لا يبلغ بضعة ملايين فقط بل بلغ مليون خلية أي أكثر من عدد سكان الأرض بمائة وسبع وستين مرة.
وهذا الرقم له دلالة وأهمية كبيرة حتى لو كانت كل خلية مخية تؤدي عدداً قليلاً جداً من العمليات الأساسية، ومع ذلك إذا كانت كل خلية مخية في كامل قوتها فإن دلالة هذا الرقم تأخذ العلماء إلى عالم خيالي.
قوة الخلية المخية:
قبل الحديث عن القوة الخلية المخية عن البشر لابد أن نحلل أولاً قدرة مخ حشرة صغيرة في حجم نحلة لأن النحلة أو أي كائن آخر لديها رقائق الكترونية حيوية لا تقل قوة عن تلك التي يمتلكها الإنسان وعندما نفكر في الأمر فسوف نجد أن النحل يفعل أشياء مدهشة بمخه فهو يستطيع :
- البناء - العناية – جمع اللقاح والمعلومات- التواصل – الحساب- الرقص- التمييز- الأكل- القتال- الطيران- السمع- التعلم- الحياة – اتخاذ القرارات- الملاحة- إنتاج – تنظيم درجة الحرارة- التكاثر- التذوق- اللمس.
البنية المعقدة للخلايا المخية:
مع تطور الميكروسكوب اكتشف العلماء المزيد عن المخ، فقد رأوا أن كل خلية بها مركز نواه وأن هذه النواة أكثر من مجرد مركز للخلية المخية بل إنها مخ الخلية المخية نفسها وإن تلك الخلية بناء على ما نعرفه عن النحلة ذات قدرات مدهشة بعبارة أخرى فإن نواة الخلية المخية تتمثل مخاً داخل مخ في مخك.
ويطلق النبض العصبي مئات الآلاف من الجسيمات الكروية التي تسمى حويصلات عبر فجوة نقطة الاشتباك العصبي، والتي تبدو في عالم الخلية كشلالات نياجرا وتسير تلك الحويصلات بسرعة الضوء عبر فجوة نقطة الاشتباك العصبي، وتلتصق مثل ملايين من الحمام الزاجل بسطح الزوائد الشجرية، ثم تنتقل الرسائل عندئذ عبر فروع الخلية المخية المستقبلية إلى محورها، والذي ينقلها بدوره عبر فروعه إلى خلية مخية أخرى.
أجزاء مختلفة، ووظائف مختلفة
ثمة كشف تاريخ آخر يتمثل في إدراكنا أن الأجزاء المختلفة للمخ تتحكم في وظائف مختلفة فعند نشوء المخ منذ أكثر من 500 مليون عام نشأ من القاع للقمة، ومن الخلف للإمام وينشأ المخ البشري بهذا الترتيب
1- جذع المخلص
2- المخيخ
3- الجهاز الطرفي
4- الفشرة المخية
المخيخ:
تاريخ النشوء: منذ ما يقارب من 400 مليون سنة.
الاسم الشائع: العقل الصغير، أو العقل الخلفي.
الموضع: ملتصق بمؤخرة جذع المخ، ويعتبر جزءاً من المخ السفلي.
الوظائف: يتحكم في وضع الجسم والتوازن ويضبط الحركة في الفضاء، ويخزن المعلومات الخاصة بالاستجابات المكتسبة، وينقل المعلومات الحيوية عبر جذع المخ إلى المخ.
حقائق مثيرة: زاد حجم المخيخ في العقل البشري أكثر من ثلاث مرات مليون عام.
الجهاز الطرفي:
تاريخ النشوء: ما بين 200 و 300 مليون سنة مضت.
الاسم الشائع: العقل الثديي، أو العقل الأوسط.
الموضع: ما بين جذع المخ والقشرة المخية.
الوظائف: يضبط ضغط الدم ومعدل ضربات القلب، ودرجة حرارة الجسم، ومعدل السكر في الدم ويتحكم في منطقة قرن آمون ويعتبر من الأجزاء بالغة الأهمية بالنسبة لعملية التعلم، والذاكرة قصيرة وطويلة الأمد وتخزين المعلومات الخاصة بالخبرة الحياتية داخل الذاكرة وهو يحافظ على الاتزان البدني ( البيئة المتزنة) داخل الجسم ويعلب دوراً في المشاعر المرتبطة بالبقاء مثل الرغبة الجنسية وحماية الذات.
فص المخ ( الأيمن والأيسر)
يعتبر المخ أو كما يطلق عليه غالباً الفصان الأيمن والأيسر وهو أهم جزء في الدماغ وينبغي علينا فهمه للاستفادة إلى أقصى حد ممكن من قوة العقل وذلك لأن المخ يتحكم في مهارات الذاكرة والتعلم الرئيسية التي نعتمد عليها ليبزغ نجمنا كأفراد فإذا فهمنا كيفية الاستفادة من قوة المخ فسوف نستطيع تقويه أدائنا الذهني والبدني في كل نواحي الحياة وفي الخمسينات قام البروفيسور روجر سبيري وفريقه بعمل بعض التجارب المذهلة على القشرة المخية وذلك بالتعاون مع البروفيسير روبرت أورنستين وقال نال البروفيسور سبيري جائزة نوبل على عمله هذا حيث قاما بإجراء عدة اختبارات متنوعة خاصة بالوظائف الذهنية على الطلبة عندما قام بقياس موجات المخ عند ممارسة الطلبة لبعض الأنشطة الذهنية مثل أحلام اليقظة والحساب والقراءة والرسم والتحدث والكتابة وتلوين الأشكال والاستماع إلى الموسيقي.
وهناك ألفاظ شاعت بين الناس لوصف أنشطة كل شق وهي أكاديمي وثقافي وتجاري هذا بالنسبة لأنشطة الشق الأيسر وفني وإبداعي وبديهي لوصف أنشطة الشق الأيمن ولكن هذا لا يعطي إلا نبذة مختصر عن أعمال شقي المخ.
احتمالات التفكير:
إذا كان تكرار فكرة معينة سوف يقلل المقاومة، فإن هذا التكرار بالضرورة يعمل على زيادة احتمال أو فرصة حدوث شيء آخر في عقلك ما هذا الشيء؟ بسرعة بدون فكرتك أو أفكارك والإجابة عن هذا السؤال هي:
الذاكرة – التعلم – النجاح- التحسن- الإبداع- الذكاء- النمو – القدرة الذهنية.
إيجابي بلا حدود أو سلبي بلا حدود:
ومع ذلك فإن إذا كنت تفكر وتتصرف بطريقة سلبية وتمارس حياتك بطريقة غير مناسبة وتشعر دائماً بعدم الرضا عن نفسك والآخرين والعالم والكون، فهذا يعني أنك مع كل مرة تفكر أو تتصرف فيها سوف تزيد من احتمال مواصلة السقوط في هذه الهوة المحبطة لنلق نظرة على شعار صغير من عالم الذكاء الصناعي ويطلق عليه GIGO وهو اختصار لعبارة Garbage In, Garbage Out وهذا الشعار معروف في لغة الكمبيوتر وهو يعني المدخلات الخاطئة تعطي مخرجات خاطئة فحينما تدخل معطيات خاطئة سوف تحصل على نتائج خاطئة كل مرة.
إن الطريقة التي تنتقل بها الرسائل بين نصفي المخ الأيمن والأيسر توجد صيغة للتفكير تعمل بمبدأ المضاعفة وإذا ارتكنت بشكل مطلق إلى المهام التي تتحدى جانباً واحداَ من جانبي المخ فسوف تضعف الحوار بين شقي المخ وتقلل الأداء الكلي لعقلك باختصار سوف تحد من قدرة عقلك على العمل بمبدأ المضاعفة.
خرائط العقل: أدوات عقلية رائعة
لماذا نمتلك خرائط العقل تلك القدرة العقلية الصديقة للعقل إن لتلك الخرائط تشرك شقي المخ لأنها تستخدم الصور والألوان والخيال بالإضافة إلى الكلمات والأعداد والمنطق وكما أن الطريقة التي ترسم بها خرائط العقل تحفز التفكير بمبدأ المضاعفة عد إلى الخريطة العقل التي رسمتها في الفصل السابق إن الطريقة التي تنمو بها الفروع بشكل مستوى آخر من الفروع الثانوية تشجعك على ابتكار المزيد من الأفكار من كل فكرة تضيفها إلى خريطة العقل الخاصة بك.
التوثيق:
بوزان، تون. (2011). الكتاب الأمثل لخرائط العقل. (الطبعه الثالثه). المملكه العربيه السعوديه: مكتبه جرير للنشر والتوزيع.
اسم الطالبه : شروق سعود حمود الشمراني
الرقم الجامعي : 431000569
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق